مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
ملحق رقم 4 خطاب الزعيم في دده الكورة [17
 
 
 
صدى الشمال - صوت الـجيل الـجديد، بيروت،العدد 7، 8/7/1958
 

أيها القوميون الاجتماعيون،

أيها الـمواطنون،


بعد الكلام الـمفيد الذي سمعتموه من منفّذ الكورة العام الذي شرح فيه شرحاً موجزاً، ولكنه كامل الفكرة، الناحية الاجتماعية في العمل القومي الاجتماعي وبعد الكلام الـمفيد الذي سمعتموه من أمين آخر، والذي تركزّ في توجيه الأفكار إلى نقطة أساسية جوهرية هي الغاية العظمى ووجود الغاية العظمى. بعد كل هذا الكلام يجب أن نصل إلى نتيجة. هذه النتيجة هي فهم الغاية العظمى التي شرح حضرة الـمنفّذ العام الناحية الاجتماعية منها.


بأي شيء يتميز القوميون الاجتماعيون عن غيرهم في هذا الوطن، السوريون القوميـون الاجتماعيـون يتميـزون بأنهم مجموع لـه غـاية عظمى في الـحياة يحيا بها القومي الاجتماعي وفيها يجد حياته وبها يُعرف بين الأمـم. الغاية العظمى للقومييـن الاجتماعيين هي هي القوميون الاجتماعيون لأنهم مجموع يرفض الـحياة بلا غاية عظمى. والـحياة بلا غاية، هي عنده عيش حيواني حقير ينحط بها الإنسان إلى مرتبة العجماوات. إنّ الأمـم الـحية العظيمة تتميز وتـحتل منزلتها في التاريخ بـما يتمثل فيها من غايات عظيمة تطفح بها نفوسنا وتـمثّل ما فيها من شعور بالعز والكرامة والـجمال. فإذا فقدت الأمـم هذه الـمزايا كان جديراً بها أن تكون موطئاً للأمـم التي عرفت أن تكون ذات مُثل جلية وغايات عظيمة.


يتميز القوميون الاجتماعيون بأنهم حركة ذات غاية عظمى يحاربون من أجلها، هي عندهم أعز من أنفاسهم وهي لهم معنى وجودهم لأنهم على قدر عظم الغاية تكون النفوس. فالغاية العظيمة تـمثّل النفوس العظيمة وتشهد بعظمتها وحيث لا غاية فلا نفوس... لا نريد أن نبقى في عالم التعميمات الفلسفية، يجب أن نتسلسل من هذه الـمطلقات العمومية ونتدرج إلى الشؤون البسيطة الهامّة في الـحياة ومجراها.


ماذا تعني غاية عظمى تستحق الـجهاد؟ ما الفرق بين مجتمع يحارب ويعمل من أجل غاية ومجتمع لا يعمل ولا يحارب من أجل غاية؟
الفرق تـجدونه في هذه الـمنطقة الصغيرة «القلع» ـ هذه الـمنطقة التي لا تزال في حالة موجودة في كل البلاد تقريباً.
فما هي هذه الـحالة؟ هي حالة الـخمول وانعدام الغاية والاتكال على الباطل.


لـماذا لا يوجد طرقات جيدة وكهرباء؟ لـماذا لا توجد فيها مواسم؟ لـماذا لا توجد فيها صناعات؟ لـماذا لا يعمها الازدهار؟ ولـماذا الـحياة تزحف فيها زحفاً بدل أن تسير بعز وقوة واندفاع وانطلاق؟ لأن الناس في هذه الـمنطقة كما في غيرها قبل نشوء الـحركة القومية الاجتماعية، وقبل أن تتناولهم الـحركة القومية الاجتماعية كانوا لا غاية تـجمعهم ولا غاية يجاهدون في سبيلها.


لم يتّكلون على ما يتصدق به عليهم مرشحون يـمتطونهم إلى غايتهم الشخصية. هنا نـجد الفرق بين من له غاية يسعى إليها ومن ليس له. الذي لا غاية له يتكل على غيره ليحقق له ما يحتاج إليه... فيكون نصيبه نصيب الـمتواكلين أي نصيب الانخذال. إنّ الـحق الـحقيقي هو يشق لنفسه موارد الـحياة. الذين قد خمدت فيهم روح العز ولم يعودوا يصلحون للحياة لهم عمل هام هو الاستجداء والاستعطاء والزحف في الذل. أما الذين يشقّون طرق العز لأنفسهم صابرين على الألم محاربين بكل وسيلة لديهم، فهم قد يتأخرون عن النصر وقد يتأخرون عن تـحقيق غاياتهم العظمى ولكنهم في الأخير حتماً لـمنتصرون... وعملهم ولو لم يصلوا في حياتهم إلى النصر الفاصل الكامل يشهد أنهم قد وصلوا إلى غاية عظيمة وهي أنهم أثبتوا بآلامهم وصبرهم أنهم نفوس أبية عزيزة ترفض الذل وتقتحم الصعاب، تُخضع ولا تخضع، يجب احترامها في إراداتها، فيما تـمثلت فيه من آمال عظيمة وغايات عظيمة تشهد كما كان الشعب يتكل على الدجالين الوطنيين الذين يـمتطون أصوات الناخبين إلى الندوة لبيع حقوقنا للأجانب، كما باعوا حرية زرعنا التبغ للريجي، وكما كبّلونا بقيود سكة حديد بيروت ـ دمشق وثبتوا امتيازات أجنبية عديدة كذلك، من الوجهة الـخارجية، كان الشعب يقبل ما يجود به الأجنبي من فضلات خيره ويتكل على الدول الأجنبية ومقرراتها [لا] غاية له غير الاستسلام والاتكال يقبع شبابه وفتياته حيث هم منتظرون رحمة الأجنبي فأصابتنا رحمة الأجنبي وأغرقتنا رحمة الأجنبي الطامية بفيض من مطامعه. ليس للذين لا غاية لهم إلا هذا الـمصير ـ مصير الذل: الـحق ليس موجوداً في العالم، إلا حيث توجد نفوس تصون الـحق. هكذا القوميون الاجتماعيون بعد نحو ستة عشر عاماً في حرب وآلام عنيفة يصلون إلى هذه الـحرية التي انتزعناها انتزاعاً ولم تعط لنا من أجنبي أو من عبد أجنبي في هذه البلاد. هذا هو الـحزب القومي الاجتماعي، هو قوة يسير الـحق في ركابها، لأن الـحق لا يوجد إلا في النفوس الـحية ولا يـمكن أن يوجد قطعة مادية ملقاة على الطريق. الـحزب القومي الاجتماعي هو الأمة السورية كلها مصغرة، إنه الأمة كلها لأنه هو الذي يـمثّل ويعبّر عن غاية الأمة وهو الذي يعمل باسم الأمة لغاية الأمة. الـحزب القومي الاجتماعي قد أعلن منذ بدء وجوده صراعاً في ناحية خطيرة، صراعاً بين إدراك الوجود وغاية الوجود وبين الغفلة والاستسلام للقضاء والقدر، صراع بين العودة إلى الذات، إلى الإيـمان بالذات وإلى الثقة بالنفس والاعتماد عليها، وبين انعدام الشعور بالذات وانعدام الثقة بالنفس بين النهوض بثقة بالنفس وبين الـخمول والكسل والاتكال...


فما يصيبنـا مـما يتحنـن به علينا الآخرون. هذا الصراع قد انتهى دوره الأول بفوزنـا نحن القومييـن الاجتماعييـن. هذا الصراع ينقذ الأمة من الاتكال على شيوعية تتأثر بأوامر أجنبية من موسكو وينتصر أيضاً على أوامر يـمكن أن تأتي من لندن وواشنطن أو برلين.
وكان انتصارنا على هذه الإرادات الأجنبية العظيمة لأنه حقق الوعي القومي وأوضح الهدف.


لا للغايات التي تعيّنها لنا موسكو أو واشنطن أو لندن أو برلين نحن نعمل، إننا نعمل ونصارع لغايتنا العظمى،لأجل أن تكون لهذه الأمة الإرادة النافذة.
إنّ معنى وجود الـحزب القومي هو انتصار الأمة السورية على الإرادات الأجنبية وعلى ذل اهتمت الإرادات الأجنبية بغرسه في نفوس أبناء هذا الشعب لتتمكّن من سوقه كالعبيد، لـجر أنابيب البترول بأي مكان يـمكن أن تصب بها للأساطيل التي تـحيط بنا وتـحوطنا بنطاق من حديد ونار. إنه وعينا لـمصالحنا وحقوقنا في الـحياة كشعب حر يأبى الذل والعبودية وليس يأباها فقط بل يحاربها هنا وحيث ما وجدت. كل شعب يتكل على غيره يصير مطية لغيره. اتكلنا على الفرنسيين والإنكليز فماذا كانت نتيجة اتكالنا. الفرنسيون أتوا لتهذيبنا فهذبونا، في بضع سنوات قليلة تـمكنوا بواسطة بنك سورية من سحب عشرين مليون ليرة ذهباً كانت في منطقة الاحتلال. والنتيجة أننا أصبحنا عالة على الفرنك الفرنسي وتـحت رحمة الفرنك الفرنسي. كانت النتيجة الريجي التي تـحدد لكل منا كل شبر من أرضنا يـمكننا أن نتصرف به وتـحدد لنا الـمبلغ... فإذا زاد إنتاجنا على الـمبلغ الـمحدد جازتنا الشركة مدعية أننا نريد تهريبه وإذا قلّ تتهمنا بأننا هرّبناه.


بهذه الأمور الـمسوسة يـمكننا أن نفهم ما تعني هذه القواعد الأساسية. إننا نعتقد أنّ الدمـاغ السـوري ليس أقلّ مقدرة وذكاء من أي دماغ في العالم. وهذا الدماغ السوري هو نفسه يعرف ويقدر أن يخطط للمجتمع السوري الـخطط والقواعد التي يكون بها صلاحه وعزه...


قضية عمال ما أصعب هذه القضية، يقول لنا الاتكاليون الذين ربوا في الذل إنه لا يـمكن لعقلنا أن يحـلّ هذه القضيـة ويقولون لنا إنّ العقل الـموجـود في موسكو يـمكنه ذلك. إننا نرفض ما يقوله لنا دماغ في موسكو أو واشنطن أو غيرها. إننا جماعة وعت نفسها وأدركت أنه يـمكنها أن تخطط للعز والكرامة، هذا ما يعنيه وجود الـحزب السوري القومي الاجتماعي. هو ثورة ضد الاتكالية والاستعباد والاستعمار تـحت أي ستار، هو نداء إلى الشعب السوري أن يعي نفسه ومقدرته... قيمته لا يـمكن أن يعبّر عنها إلا هو. هذا هو وجوده. إذا نهض أبناء «القلع» وقاموا في غاية تخطط لهم الـمواسم والطرق والأنوار والـمياه والري إذا قاموا في غاية من هذا النوع واختاروا مـن يعبّرون عنهم...


فإنهم يصلون إلى هذه النتيجة لأنهم هم يكونون وراءها...


إنّ الـحزب القومي الاجتماعي هو حزب من أركان عقيدته القوة لأنه يدرك أنّ الـحياة والـحرية صراع ومن أبى الصراع رفضته الـحرية ونحن مستعدون للصراع في كل دقيقة، نحن صارعنا حين كان الاحتلال الأجنبي منفردين وظللنا في الساحة إلى أن انهزم. نحن حزب صراع... حزب قوة وقتال في سبيل عقيدة تعني وجود الأمة السورية. حزب صراع هنا وفي كل مكان. كلما عرض القتال لنا في مكان صارعنا ولن يحوّلنا عن قصدنا، عن اجتماعنا، شغب أو فوضى أو كلام. إذا انبرى فرد مشاغب فينبغي أن ينفرد واحد منا. نحن نبحث عن القتال ولا يبحث القتال عنا.


فنحن نسير ولا يصدنا عن طريق سيرنا حادث عظيماً كان أو صغيراً، وكما سرنا في الـماضي إلى هذه الانتصارات التي لا يـمكن إدراك حقيقتها إلا بعد مدة من تسجيل التاريخ، فإن الانتصارات الـمقبلة انتصارات أعظم بكثير من الانتصارات التي بلغناها اليوم. انتصرنا على الإتكالية وانتصرنا على الغايات الـخارجية والغايات الـخصوصية. ننادي كل فرد يريد أن يكون حراً أن ينضم إلى صفوف الـحرية... صفوف الـحزب السوري القومي الاجتماعي.


انتصرنـا على الاتكالية وأساليب الاستعمار الأجنبي. قلت في كلام ألقيته في جزين الأسبوع الـماضي ما عنيت بقولي يوم وصولي إلى الوطن إننا بهذا الاستقلال لم نخرج من السجن الأجنبي بالـمرة من «القواويش» إلى ساحة السجن. إنه لم يتركنا بالـمرة بل ابتعد عنا ابتعاد الهرة عن الفأرة حين تريد أن تلعب بها، وما دامت الفأرة أمام نظر الهرة فهي في قبضة يدها. إذا انسحب الأجنبي ورسا في قبرص أو كان في عمّان فنحن لا نزال في قبضته. لا تخدعنا الظواهر التي أقامها الأجنبي في هذه البلاد. نحن حزب وعي لا حزب منافع حقيرة تـجرّ هذا الشعب إلى الهاوية. هذا هو انتصارنا الروحي وغداً انتصارنا الـمادي الذي لا مفر منه.

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro